نص الاستشارة:
فضيلة الشيخ أنا شاب في الأربعين من العمر تزوجت قبل عشر سنين وإلى الآن لم أرزق بولد أجريت وزوجتي الكثير من الفحوصات، وكافة الأطباء أكدوا أن المشكلة متعلقة ببعض العيوب الشديدة في رحمها، وأن أمل الحمل منعدم في مثل حالتها... تكلمت معها كثيرا في شأن الزواج من أخرى ولكنها تصر على الرفض وأنها ستقتل نفسها لو قمت بذلك... وأنا أحبها كثيرا ولكنني أشعر بالحاجة لولد يرفع اسمي من بعدي... فما رأيك في الطريقة المناسبة لإقناعها؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن نعمة الولد من أعظم النعم المنشودة من الزواج، ولذلك اهتم كثير من الأنبياء بهذه القضية، فهذا نبي الله زكريا عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام يناجي ربه ويقول: {رب هب لي من لدنك ذرية طيبة...} ويقول: {رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين..} ويقول: {رب هب من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا}.
ورغم تقدم سنه وعقم زوجه لم يمنعه كل ذلك من رجاء رحمة الله، ولم يحمله على اليأس إذ اليأس من شيم الكفار {إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}.
ما تعاني منه أيها الأخ الكريم لا يمكن التقليل منه، بل هو مشكلة تستوجب التعامل معها بقدر من الفهم ومحاولة للمعالجة بترياقها المناسب، بين يديك نضع مجموعة من المقترحات، يحدونا الأمل في أن تكون نافعة بإذن الله عز وجل:
- عليك برفع أكف الضراعة إلى الله عز وجل وتوخ أوقات الإجابة، مثل ساعات السحر، وبين الأذان والإقامة، وفي آخر ساعة يوم الجمعة.
- لا تقنط مما عند الله عز وجل فإن رحمته وسعت كل شيء.
- تفهم الحالة النفسية التي تعيشها زوجتك إذ فترة الزواج الطويلة تجعلها أكثر ارتباطا بك كما تنمي لديها شعورا بأنك خاص بها لوحدها وأنه يجب عليها ألا تقبل بشريك آخر مهما كان المبرر.
- الحوار الهادئ والمقنع هو أيسر الطرق لجعل الآخرين يقتنعون بما تقدمه من مبررات.
- أشعرها بأن ولدك ولد لها حتى ولو كانت أمه امرأة أخرى.
- ساعدها على تخطي العادات السيئة للمجتمع والتي لا تقبل التعدد بسهولة.
- تذكر دائما أنك عندما تتزوج إنما تكون ممارسا لحقك الشرعي فلا داعي للخوف.. وكون المرأة ترفض، هذا هو المنتظر ولكن عندما يجد الأمر وتضيق دائرة الخيارات ستوافق، وعليك أن تبذل الجهد في أن تكون الموافقة عن طواعية لا عن لي للذراع.
- ذكرها بأن تعدد الزوجات ليس أمرا قادحا وقد عدد كثير من رجال سلفنا الصالح ويكفي أن نقتدي بخير الخلق صلى الله عليه وسلم.
والله الشافي المعافي.
المصدر: موقع رسالة المرأة.